الأربعاء، 3 يونيو 2009

بالحمام افتتح "كأنه الحب"

... مع الدكتورة منيرة فخرو

عئشة حافظ مع رفيق دربها عبدالله جناحي

عائشة حافظ: بعد إنجاز العمل أقف أمامه لأرى الموسيقى وأسمع الألوان

اليوم السعودية: يتواصل حالياً على قاعة دار البارح بالعاصمة البحرينية المنامة المعرض الشخصي للفنانة عائشة حافظ.. وحمل المعرض عنوان (أرى الموسيقى) الفن العضوي 2007م، حيث قدمت تجربة غاية في الفرادة من خلال مجموعة من النحوت ذات البعد الإنساني الغارق في التفاصيل، حيث تجسد في مجموعتها التي عرضتها في جو من الألفة والحميمية بمرافقة (سي دي) الموسيقى..
وبالتأكيد فإن من يرى المعرض دون أن يسمع الشريط المصاحب، فإنه قد يشعر بالنقص، أو قد لايشعر بالامتلاء الفني.. فما إن تملأ أذنيك بتلك المعزوفات المنفردة القريبة جداً من روح الفنانة، مما جعلها تعتني به عناية خاصة وتصر على أن يحصل المتلقي على ذلك الشريط، لكن لسبب ما فلم يكن الشريط مصاحباً بالعزف في نفس الصالة، إذ من المؤكد أنه كان سيضفي جواً أكثر حميمية.
تقول عائشة حافظ: إنني وبعد أن أنجز عملي أقف أمامه لأرى الموسيقى وأسمع الألوان، وأتحاور مع الأحاسيس والمشاعر المخفية وأنحني للآلام وأفرح للانحناءات وأنتشي لبرودة الظل، وأرتعش لرهبة الوجه أو الخصر أو القبضة.
وهكذا هي علاقة الفنان بلوحته، التي هي جزء منه في هذه الحالة، خاصة بعد ارتباطها بالموسيقى التي تجسد معنى الألفة مع الروح. فقد اعتنت الفنانة عائشة حافظ بمنحوتاتها، وأعطتها جزءاً من كيانها، وتروي كيفية الحصول عليها إذ أنها تعثر على هذا الخشب الذي عادة ما يكون غير مرغوب فيه من إحدى البيوت التي تجثم فيها تلك الأشجار العملاقة، تقول بأنها تأخذ وقتاً طويلاً في تقطيعها وتشذيبها، ومن ثم العمل على نحتها بطريقتها الخاصة، وجعلها تتأقلم مع روحها وفنها..
ويحتاج هذا النوع من الخشب إلى عناية خاصة لأنه ربما يتغير بفعل الأجواء من رطوبة وحرارة وهواء وغير ذلك، مما يتطلب من الفنان عناية فائقة، تجعله ربما طوال الوقت يشذب منحوتاته، التي لم تعد خشباً مرمياً بل لوحة تنبض بالحياة والحب.وعندما نتأمل في لوحة (ذاكرة – حورية – أنين- سكون – نافذة النسيان- محارة الرؤى...) نرى كيف اعتنت بهذه الكائنات وحولتها إلى لوحات متناغمة ويمكن وضعها بشكل تسلسلي لتشكل حكاية متكاملة عن مشوار الإنسان الأزلي وتطور عذاباته..)عائشة حافظ مواليد المحرق – البحرين أخصائي إعلام خارجي أول بوزارة الإعلام- شاركت في 2004 في معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية بمتحف البحرين الوطني- وفي معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية 33- وغيرها من المعارض.

أرى الموسيقى

وزارة الاعلام- البحرين: في ديوانه الأخير الصادر عن وزارة الإعلام والذي يحمل عنوان (أرى الموسيقى)، يقول الشاعر أحمد العجمي إن روح الفن تنبع وتتفايض من ذات الطاقة المنفتحةعلى المخيّلة والحرية المستعرة، حيث تصبح هذه الروح مسكونة بالمرئي واللامرئي، من أطياف حارة وباردة تعبر الجسد وتخترق ما حوله.. ويضيف العجمي: في هذا النبض الخلاق الذي يرحل في الزمن وبه، فإن الشعر والموسيقى والفنون التشكيلية فنون ترتبط بدوائر لا ترتضي حالة سكونية ولا تعيش بحركة ذات بعد واحد، وإنما تبقى تغذي وتتغذى في ذات اللحظة على وهج وظلال بعضها، لتمارس استفزازاتها الجميلة أمام مراياها المتقابلة والمتجاورة.. وربما هذا ما يشرح ذهاب الكثير من الفنانين التشكيليين والشعراء والموسيقيين إلى قراءة أعمال بعضهم وتحويلها إلى منجز تشكيلي أو شعري أو موسيقي. الديوان يتضمن مجموعة من القصائد القصيرة من الشعر الحر، وهو تجربة جديدة نسبياً على مستوى الساحة الأدبية المحلية، كون الديوان يتضمن أربع ترجمات بلغات عالمية للقصائد المنشورة، وهي اللغة الإنجليزية وقام بالترجمة الدكتور محمد علي الخزاعي من البحرين، والفرنسية وقام بها الشاعر المغربي رشيد خالص فيما قامت بالترجمة إلى الإسبانية الشاعرة ملك مصطفى صهيوني وإلى الفارسية فرزانة الأنصاري من البحرين. وكتب النصوصباللغة العربية الخطاط حافظ علي من البحرين والإخراج الفني وتصميم الغلاف فؤاد العرادي من البحرين. وتشارك الفنانة التشكيلية عائشة حافظ في الديوان بأعمالها المنحوتة التي عرضتها في معرض (أرى الموسيقى). كما تلخص تجربتها في الفنون التشكيلية في مقدمة الكتاب. عن اختياره لأعمال الفنانة عائشة حافظ يقول الشاعر أحمد العجمي: ربما هذا الفيضان المرئي واللامرئي هو ما صبته في روحي منحوتات الفنانة عائشة حافظ، التي تركتني أنصت لذاتي القريبة البعيدة، وأبحث عنها في موج الظلال وما بعد الظلال، ولم يكن هناك غير الشعر لأعبر به سديم الخلق، وأبني بحفيفه عامل الرؤيا. إنها تجربة نحتت جسدي حاولت فيها أن أتماهى مع ما وجدته منغلقاً ومنفتحاً لروح وأطياف المنحوتات الفنية، وما تركته من فراغات شاسعة وعميقة، أباحت للمخيلة أن ترى كائنات ما وراء الصمت وترحل معها في نبض الزمن الذي حركته عناوين هذه المنحوتات.
تقول الفنانة عائشة حافظ في المقدمة التي وضعتها: قد أكون طفلة في فضاء الفن من حيث التجربة وتراكم الخبرة، غير أنني واثقة من قدراتي وتذوقي للأبعاد الجمالية لظاهرات الحياة المحيطة بي، الحية منها والجامدة. وتضيف في موضع آخر: إنني وبعد أن أنجز من عملي أقف أمامه لأرى الموسيقى وأسمع الألوان وأتحاور مع الأحاسيس والمشاعر المخفيّة، وأنحني للآلام وأفرح للانحناءات، وأنتشي لبرودةالظل، وأرتعش لرهبة الوجه أو الخصر أو القبضة. في قصيدته المعنونة (رفض)، يقول الشاعر أحمد العجمي: الأغلال مازالت قاسية سلسلة من الأوهام والنفايات الضريرة سأظل أتسلقها وأدق بالأمل عظام الوقت إنني في لحظة ما سأبتسم لرؤية الفضاء الأكثر شباباً ومن قصيدة (ظل) نقرأ هذه الأبيات: كحيوان أعمى يخرج من الغابة ليصرخ في وجه الضوء حتى بعد أن يجف النهار يظل يلاحقني ويغرس مخالبه المفتعلة في أحلامي البيضاء ومن قصيدة (أنين) تطالعنا هذه المقاطع: هكذا أصبحت روحي تحمل ما يكفي من الأصداف فهذا الرعد والبرق الذي يمزق جلد السماء هو صمتي من يقف في منتصف المسافة بين جسدي والعتمة سيسمع شفرات السنين انظروا إنه نقار الخشب يتجه نحوي

بعد أرى الموسيقى يأتي الحب ليؤكد نفسه في معرض عائشة حافظ

بعد نجاح معرضها التشكيلي الأول "أرى الموسيقى" تقيم الفنانة عائشة حافظ معرضها الثاني "كأنه الحب" الذي سيحظى برعاية الناشطة السياسية الدكتورة منيرة فخرو، المعرض يعكس الأسلوب الفني الذي تتبعه الفنانة ويبرز رؤيتها للأشياء والمحيط خاصة وأنها تستغل المواد المتوافرة في البيئة الطبيعية من أجل تحويلها إلى أشكال فنية من شأنها أن تعزز روح وقيم الجمال في الأشياء الجامدة. وذكرت الفنانة عائشة حافظ بأن معرضها الثاني "كأنه الحب" يأتي تطويرا وتجديدا عن المعرض الأول حيث تمكنت من خلال عملها في تنفيذ نحت الخشب من خلق لوحات جدارية من الأعمال النحتية وهي إضافة جديدة ومتميزة، فضلا عن استخدامها لتقنية النحت على الحجر وتوظيف قصائد الشاعر أدونيس ورسمها على الخشب، مع استخدام حمامات السلام وغصن الزيتون. ويأتي معرضها هذا والأشقاء في غزة يعانون من الحصار والعدوان الاسرائيلي على أراضيها مما كان له الأثر في الأعمال التي نفذتها وهذا يتضح جليا في حمامات الحب والسلام التي أطلقتها مع أغصان الزيتون في أعمالها الفنية وقد أكدت عائشة حافظ بأن 10 بالمائة من مبيعات هذه الأعمال سوف تخصص لصالح شعبنا العربي الفلسطيني المناضل وبالأخص لصالح برامج أطفال غزة. وأشارت بأن دعوتها للدكتورة منيرة فخرو لرعاية معرضها تأتي من منطلق اعتزازها وتقديرها لإسهامات هذه الشخصية النسائية الوطنية ودورها الملموس في مسيرة العمل الوطني في البحرين ودفاعها المستمر لحقوق المرأة وقضاياها. وتؤكد عائشة من خلال هذا المعرض على قدرة الفنانة البحرينية على الإبداع وتأكيد نفسها على الساحة التشكيلية شأنها في ذلك شأن الرجل الذي ظل مسيطراً على هذه الساحة لسنوات طويلة علما بأن الحركة التشكيلية في البحرين نشطت خلال السنوات الماضية بلمسات فنية نسائية حققت حضورا فاعلا ومتميزا لفتت إليها النقاد العرب الذين أعربوا عن إعجابهم وتقديرهم للعنصر النسائي الفني في البحرين. ومن الجدير بالذكر أن المعرض الأول للفنانة حافظ قد لاقى استحساناً كبيراً من قبل المختصين والمتذوقين للفن من حيث قدرتها على خلق أعمال خشبية نحتية ضمن الفن العضوي الذي يركز على إبراز الإبداعات العفوية للطبيعة من جذور وسيقان الأشجار المحلية وبقايا أخشاب السفن القديمة المتشربة بالرطوبة ورائحة البحر. وقد قام الشاعر أحمد العجمي بكتابة قصائد مستوحاة من هذه الأعمال النحتية المرتبطة بمعرضها الأول وتم إصدارها في ديوان بنفس عنوان المعرض "أرى الموسيقى" وحيث تضمن بجانب القصائد العربية ترجمة إلى اللغات الانجليزية والفرنسية والاسبانية والفارسية.

أحمد العجمي يوقع «موسيقاه» و«كائنات» عائشة حافظ

الوقت - المحرر الثقافي: حَفر الشاعر أحمد العجمي توقيعه على أحدث دواوينه الشعرية الصادرة ''أرى الموسيقى''، وذلك خلال حفل أقيم بالمناسبة على صالة دار البارح الخميس 25 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. وتخلّل الحفل قراءة لبعض مقاطع الديوان بترجماته الأربع، من طريق مترجميه، إلى جانب لغته الأم، العربية، قبل أن يُصار إلى توقيعه وسط حضور نوعي. الديوان الصادر عن المطبعة الحكومية هو التاسع في مشروع العجمي، وهو يحاكي في نصه، أعمالاً فنية من توقيع الفنانة عائشة حافظ، وكان موضوعاً لمعرض مشترك بينهما في العام الماضي .2006 وقد تصدى لترجمته عن العربية، كل من محمد الخزاعي إلى الإنجليزية، ورشيد الخالص إلى الفرنسية، وملك مصطفى صهيوني إلى الإسبانية، وأخيراً فرزانة الأنصاري إلى الفارسية. كما شهد الحفل كلمة لحافظ، أشادت فيها بتجربة العمل مع العجمي، بينما اكتفى الأخير بقراءة بعض نصوص الديوان، ليفسح المجال بعد ذلك إلى مترجميْه إلى الإنجليزية والفارسية، الخزاعي والأنصاري، بقراءة بعض مقاطعه بلغاته المترجمة. أمّا الترجمة الفرنسية فقد قرأها التونسي صابر حباشة، فيما لم يتسنّ قراءة ترجمته الإسبانية، من دون إيضاح السبب في ذلك. وأحـــمد العجمي شـــاعر ثمانيني، سبق وأن صدرت له عدة دواوين شعرية، بينها ''إنما هي جلوة ورؤى'' 1987 و''نسل المصابيح'' 1990 و''المناسك القرمزية'' 1993 و''زهرة الروع'' 1995 و''العاشق'' 1997 و''ربما أنا'' 1999 و''مساء في يدي'' 2003 وأخيراً ''كاكاو'' 2006.

عائشة حافظ تطرح أعمالها المرفوضة وتدعو الجمهور ليحكم

الوقت: افتتح الاثنين في جمعية البحرين للفنون التشكيلية معرض الفنانة عائشة حافظ ''كأنه الحب''.
وطرحت حافظ 43 عملاً فنياً يدوياً أنجز الجزء الأكبر منها بواسطة تقنية النحت على الخشب، فيما أنجز القليل على الحجر الأبيض.
وحوى المعرض الذي يعد الثاني في رصيد الثاني أعمالاً تحت اسم ''سلام'' سبق وأن تقدمت بها للمشاركة في آخر دورات معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية الذي افتتح في ديسمبر/ كانون الأول الماضي في حين جرى رفضها من قبل لجنة الفرز التي ترأسها الفنان عبدالرحيم شريف.
وقالت لمحرر ''الوقت'' في حديث مقتضب على هامش افتتاح معرضها الذي شهد توافد جمهور كبير من فنانين ومهتمين وأصدقاء الفنانة ''أعرضها لكي يحكم المشاهد بنفسه''. كما طرحت أيضاً أعمالاً جرى تنفيذها بواسطة تقنية الطباعة ''جرافيك''.
ولدى سؤالها عن ذلك كون الأعمال خارجة عن سياق المعرض الذي احتلت المنحوتات الجزء الأكبر منه، علقت ''إنها أعمال طباعية أشتغل عليها لأول مرة. لم أرتأِ استبعادها من المعرض'' على حد تعبيرها.
وتعالج معظم الأعمال المطروحة موضوع الحب الذي صادف قبل أيام ذكراه السنوية ''فالنتاين'' عبر الإحالة على مرادفاته من البيئة، كالأسماك وأزواج الحمام وأوراق الأشجار في مسعىً إلى توسيع دلالاته من محيط الكائن الأصغر إلى المحيط الأوسع متمثلاً في الطبيعة في سعتها.
وتعاون الشاعر أحمد العجمي مع الفنانة في وضع بطائق صغيرة من وحي المعرض ضمنها عدداً من نصوصه إلى جانب أعمال الفنانة.
واتخذت البطائق شكل كتاب مفرّق لكن مع جمعه في مظروف مخصص، وقد قوبلت بإقبال شديد من زوار المعرض ما أدى إلى نفاد الكمية المطروحة.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعاون فيها العجمي مع حافظ، وسبق وأن أنجزا معرضاً مشتركاً في إطار ما يعرف بـ ''تقاطع الفنون'' العام 2006 وقد نشر تالياً في كتاب صدر عن المطبعة الحكومية تحت عنوان ''أرى الموسيقى''.
وشكلت جذوع الأشجار الخامات الرئيسة المستخدمة في إعداد الأعمال في حين حلّ الحجر في المرتبة الثانية.
وتركّز شغل الفنانة على الاستفادة من شكل الخامة الأوّلي في الطبيعة والبناء عليه. ما أدى إلى أن تأتي الأعمال وفية لتكوينها الأصلي، لكن مع توقيعات الفنانة اللاحقة عليها، لتتألف بناء على ذلك مقتنيات المعرض كافة.

بين منحنيات "عائشة حافظ" النحتية تجاور الحب مرتدياً قميص الحياة

علي الستراوي- دروب: “أرى الموسيقى” هو المعرض الشخصي الأول لعائشة حافظ والذي أقيم في ” دار البارح ” في العاشر من فبراير الماضي في مملكة البحرين والتي عرضت فيه حافظ بعض من أعمالها النحتية وجاءت 42 قطعة خشبية منحوتة، غلب عليها الأسلوب الحداثي بلغة تجريدية، طليت بعضها بدهان وأصباغ لونية وأخرى حملت ألوان من ثيمتها التكوينية. ولأن النحت يختلف بتنوع أسلوبه عن باقي الفنون الأخرى مما يعكس بعد تعامله مع الأشكال والمجسمات الأخرى ذات الأبعاد الثلاثية، لكن هذه الأبعاد تتجلى في بعدها الإبداعي بقدرة النحات الفنية في تحريكها ومجاوراتها بالفنون الأخرى, وبالأخص الموسيقى والشعر. فعائشة حافظ عندما انتقت من الطبيعة تلك الأغصان وتلك الخامات الجامدة التي عصرتها وإعادتها مرة أخرى للحياة من جديد، بشكل آخر وبلغة أخرى بينها وبين الواقع ذاكرة للحلم، اعني بالحلم حلم عائشة في جدائلها المتصلة باختلاجات قلبها من ناحية العرض والتوظيف عبر لغة في اعتقادي هي نوع من تبادل لوظائف عدة تتصل بالطابع الزخرفي والتصويري، بمعنى عرض يثير الذاكرة ويحرك منها الكامن نحو بيت الشمس في ثوب ورؤية مغايرة عن المألوف.
لغة تلقائية و شفافة تقود عائشة نحو سر الفراعنة وكأني أمام أعمال عائشة حافظ، ذلك الإنسان الحضاري القادم من حضارة الفراعنة، حيث التقويم الزمني في لغة مبتكرة ذات اندماج ثقافي واحد قد قربته حافظ عبر منحوتاتها، التي أبرزتها حافظ والتي ترجع بنا نحو التأمل لأبعاد الحضارة التي أثرت بجدلها العلمي والثقافي البيت الحداثي في تجاورها للفنون، وذلك لاقترابي من أعمال حافظ في ومحاورتها والتي إن جاز لي إعطائها اسم ” صحوة النائم ” هذه الصحوة التي قد قادت الفراعنة عبر فنونهم نحو فكرة الحياة والبعث والنشور كما أبرزتها معالمهم التاريخية فوق الجدران والمعابد وتوابيت الموتى و عبر تماثيلهم التي سجلت ماسجلت من أفق حضاري لازلت شواهدها محيرة للعقول. فاقتراب حافظ من تلك الأبعاد الفنية لسر النشور، عبر نحوتاتها دليل على ان حافظ من الوعي بحيث انها دائماً تقلب أوراق لغتها بين نبض يجبرها على الذوبان في المعنى وبين لغة تقودها نحو تحريك الصامت في الخشب. ومن يرى حافظ المرأة عبر سرحانها يدرك ان هذه المرأة يضنيها اكثر ما يضنيها هذا السر الفلسفي من ” جدلية الحياة ” هذه الجدلية التي قد يقرأها من يرى عائشة ويتحدث معها، حيث بين مدائنها تلك المدينة الحالمة والنائمة كطفلة صغيرة تهدهدها بحنان ذلك المنحوت من مخلفات الأرض والطبيعة من اشجار واشياء عضوية، احتضنتها عائشة فشكلت منها لغتها، متخدة سرها من لغة الخشب تارة ومن بقايا فطرية تارة اخرى، الا انها عجنت كل هذه المنمنمات داخلها ببصيرة وتروي و ان جاز لي تسميتها منمنمات، لأعتقادي ان تلك الاشكال المنحنية والمعوجة بسلاسل القيد والمتداخلة بين الجسد وبين الأعضاء الأخرى والمتسطحة بشفافية ورقة الشجر، كلها تعطينا بعداً سيسلوجيا يقودنا نحو ذلك الحب الكامن في روح هذه الفنانة. كون الموسيقى لغة للحياة وكون النحت مدخل جديد وقديم الفكرة، بينه وبين الموسيقى والشعر ذلك الرقص الحنون من العناق الدافيء، وهي لغة حافظت عليها عائشة واستلهمتها في مدارها الفني.
اشكال تتجاور وتحب عندما اقول عن اعمال عائشه حافظ انها اشكال تتجاور وتحب، اعني بهذا اللون الذي احتوته لغتها، بين رقص لظلٍ ورقة لمتأمل, اقصد بهذا المعنى، ان حافظ استطاعت أن تفتح نافذتها على مد البصر من حيث التمكين عبر مجاورتها الأشياء وترك بعضها على سجيته في عناقه للحياة، اشكال ابرزت مع الموسيقى حركت تفاعيل الشعر الموسيقية التي قد اشير اليها بين منحنى وآخر سرحان، بين جد وبين شعور بواقع الحب، هذا الشعور قادنا نحو النافذة التي في اعتقادي قد وظفتها عائشة مستفيدة من برائتها وسرحانها الدائم، حيث في كل الوجوه يقابلك وجه عائشة وهي تبتسم، ولكن المتأمل لشفاة عائشة لحظة ابتسامتها، يقرأ ذلك القلق المدفون بداخلها، قلق قد قربته عيناها من منحوتاتها التي مهما قالت عنها الفنانة انها صغيرة تبقى في نظر العشاق لهذا النوع من الأعمال ذاكرة مفتوحة على ابعادها، تشير نحو المتأمل و نحو جادة الحياة، لأن الحياة في منحوتات عائشة، تلك الحياة التي نشعرها بين شد وجذب، نحو جادة للصلاح واخرى للضلال، فالعبرة هي التي تحد ماهية الشيء وقيمته بين الأشياء.
فعندما اشارت عائشة في مقدمة سيرتها بانها : ” طفلة في فضاء الفن من حيث التجربة وتراكم الخبرة ” اقول لها قد تكون جهاتك دهاليزها ضيقة في التجربة لكنها واسعة نحو الجد وملامسة الاشياء وكسر المألوف واقترابك من حركة القلب وترك الجامد حياة في انشغالات العين. كل مجاوراتك بالفعل اخذت حيزاً حفز الذاكرة نحو الحلم مخرج هذا الحلم من كفن الموت نحو اخضرار الحياة، عبر شجرة لازالت مثمرة وهي انتِ في محيط من عرفوا لغتك الموسيقية، ذات الابعاد النحتية، فالاشياء لاتعاد من فراغ وانما من ذاكرة حياتية خصبة وهذا لاشك فيه كونك امرأة عصرتك الحياة، فعرفتي كيف تهتدين وتُهدين الآخرين بنحوتاتك نحو موسيقى الحياة. وليظل لعبك محمود التجربة، ومثل ما عشقت واحببتي الحياة ستظل اوتارالحياة هي (هورمونيتك) تجد عطائها بدماء جديدة للأخرين، لأنك منحتي الصامت حياة وحركت جلمود الصخر. وتبقى التجربة، برهان للغتنا الأخرى في مخاطبة الأشياء.
رؤية وفضول الشعر ُبعد لذاكرة متأملة لأعمل عائشة حافظ، أمسكني الشعر من تلابيب قلبي فكانت تلك الكلمات : ايتها الريح. . ايتها الموسيقى. . يالغة المنحنيات والجدل الم تخش حب عائشة … انها شكلتك نبض وذاكرة فانحدرنا معاً عبر الغيمة الساحرة عبر حنين السماء وصحوة الأرض كانت لعائشة وقفة الشاهد فلتشهدي ايتها الريح لها بالحياة وليشهد لها الأزميل بصحوة الحب.
بين كل هذه الثيمات التي جمعتها عائشة حافظ عبر معرضها الذي افتتح مؤخرا في صالة الرواق بالعدلية، ظلت عائشة ذاكرة لوردة حنونة تبحث بين المنحنيات عن شبيه غفلتها بين قميص الشعر، واعتقد قد التقيا تحت مظلة الحياة.

جسدان