الأربعاء، 3 يونيو 2009

أرى الموسيقى

وزارة الاعلام- البحرين: في ديوانه الأخير الصادر عن وزارة الإعلام والذي يحمل عنوان (أرى الموسيقى)، يقول الشاعر أحمد العجمي إن روح الفن تنبع وتتفايض من ذات الطاقة المنفتحةعلى المخيّلة والحرية المستعرة، حيث تصبح هذه الروح مسكونة بالمرئي واللامرئي، من أطياف حارة وباردة تعبر الجسد وتخترق ما حوله.. ويضيف العجمي: في هذا النبض الخلاق الذي يرحل في الزمن وبه، فإن الشعر والموسيقى والفنون التشكيلية فنون ترتبط بدوائر لا ترتضي حالة سكونية ولا تعيش بحركة ذات بعد واحد، وإنما تبقى تغذي وتتغذى في ذات اللحظة على وهج وظلال بعضها، لتمارس استفزازاتها الجميلة أمام مراياها المتقابلة والمتجاورة.. وربما هذا ما يشرح ذهاب الكثير من الفنانين التشكيليين والشعراء والموسيقيين إلى قراءة أعمال بعضهم وتحويلها إلى منجز تشكيلي أو شعري أو موسيقي. الديوان يتضمن مجموعة من القصائد القصيرة من الشعر الحر، وهو تجربة جديدة نسبياً على مستوى الساحة الأدبية المحلية، كون الديوان يتضمن أربع ترجمات بلغات عالمية للقصائد المنشورة، وهي اللغة الإنجليزية وقام بالترجمة الدكتور محمد علي الخزاعي من البحرين، والفرنسية وقام بها الشاعر المغربي رشيد خالص فيما قامت بالترجمة إلى الإسبانية الشاعرة ملك مصطفى صهيوني وإلى الفارسية فرزانة الأنصاري من البحرين. وكتب النصوصباللغة العربية الخطاط حافظ علي من البحرين والإخراج الفني وتصميم الغلاف فؤاد العرادي من البحرين. وتشارك الفنانة التشكيلية عائشة حافظ في الديوان بأعمالها المنحوتة التي عرضتها في معرض (أرى الموسيقى). كما تلخص تجربتها في الفنون التشكيلية في مقدمة الكتاب. عن اختياره لأعمال الفنانة عائشة حافظ يقول الشاعر أحمد العجمي: ربما هذا الفيضان المرئي واللامرئي هو ما صبته في روحي منحوتات الفنانة عائشة حافظ، التي تركتني أنصت لذاتي القريبة البعيدة، وأبحث عنها في موج الظلال وما بعد الظلال، ولم يكن هناك غير الشعر لأعبر به سديم الخلق، وأبني بحفيفه عامل الرؤيا. إنها تجربة نحتت جسدي حاولت فيها أن أتماهى مع ما وجدته منغلقاً ومنفتحاً لروح وأطياف المنحوتات الفنية، وما تركته من فراغات شاسعة وعميقة، أباحت للمخيلة أن ترى كائنات ما وراء الصمت وترحل معها في نبض الزمن الذي حركته عناوين هذه المنحوتات.
تقول الفنانة عائشة حافظ في المقدمة التي وضعتها: قد أكون طفلة في فضاء الفن من حيث التجربة وتراكم الخبرة، غير أنني واثقة من قدراتي وتذوقي للأبعاد الجمالية لظاهرات الحياة المحيطة بي، الحية منها والجامدة. وتضيف في موضع آخر: إنني وبعد أن أنجز من عملي أقف أمامه لأرى الموسيقى وأسمع الألوان وأتحاور مع الأحاسيس والمشاعر المخفيّة، وأنحني للآلام وأفرح للانحناءات، وأنتشي لبرودةالظل، وأرتعش لرهبة الوجه أو الخصر أو القبضة. في قصيدته المعنونة (رفض)، يقول الشاعر أحمد العجمي: الأغلال مازالت قاسية سلسلة من الأوهام والنفايات الضريرة سأظل أتسلقها وأدق بالأمل عظام الوقت إنني في لحظة ما سأبتسم لرؤية الفضاء الأكثر شباباً ومن قصيدة (ظل) نقرأ هذه الأبيات: كحيوان أعمى يخرج من الغابة ليصرخ في وجه الضوء حتى بعد أن يجف النهار يظل يلاحقني ويغرس مخالبه المفتعلة في أحلامي البيضاء ومن قصيدة (أنين) تطالعنا هذه المقاطع: هكذا أصبحت روحي تحمل ما يكفي من الأصداف فهذا الرعد والبرق الذي يمزق جلد السماء هو صمتي من يقف في منتصف المسافة بين جسدي والعتمة سيسمع شفرات السنين انظروا إنه نقار الخشب يتجه نحوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق